اللاجئون الأفارقة والمهمشون.. الوقود الجديد لحروب الحوثي بعد عزوف أبناء القبائل

عفاش نيوز – تقرير لوكالة خبر للأنباء:

كثفت مليشيات الحوثي من تجنيد المهمشين واللاجئين الأفارقة لتعويض النقص الحاصل في صفوفها وخسارتها البشرية الهائلة في جبهات الساحل الغربي والبيضاء ومأرب، وعزوف أبناء القبائل عن القتال في صفوفها والدفاع عن مشروعها.

أكدت مصادر مقربة من القيادات الحوثية لوكالة خبر، تراجع المقاتلين من أبناء القبائل في جبهات الحوثي، وهو ما تسبب في دفع السلاليين بعناصر من السلالة، وتسبب في وفاة عدد كبير منهم في الفترة الأخيرة.

ونوهت المصادر إلى أن المليشيات شيعت خلال الفترة الأخيرة المئات من السلالة ما بين أفراد وقيادات من الصف الأول، الأمر الذي شكل خسارة كبيرة على مستوى القيادات الميدانية لجماعة الحوثي، وتسبب في تراجع ميداني ملحوظ.

وبحسب المصادر، فإن تزايد عزوف أبناء القبائل عن التحرك للجبهات دفع الحوثيين لاستبدال القبائل بالمهمشين واللاجئين الأفارقة سواءً كانوا صوماليين أو اثيوبيين، بهدف وقف النزيف في صفوف السلاليين، والذي زاد في الفترة الأخيرة.

اقرأ أيضاً.. مصرع أحد المرتزقة الأفارقة وهو يقاتل في صفوف مليشيا الحوثي (اسم +صورة)

ومؤخرًا لقي العشرات من المرتزقة الأفارقة مصرعهم في صفوف مليشيات الحوثي، آخرهم المدعو محمد حلم، وسبقه عشرات الاثيوبيين والصوماليين.

أبناء القبائل وقود حروب الحوثي

ومنذ انقلاب مليشيات الحوثي على الدولة، وضعت عينها على القبيلة، كقوة بشرية وقتالية رابحة بيدها، فهي تستقطب أبناء القبائل وتجندهم للقتال في صفوفها، وتزج بهم في محارق الموت في جبهات القتال المختلفة منذ سنوات عدة، أسفرت عن خسائر بشرية تصل إلى آلاف القتلى والجرحى الذين سقطوا في المعارك.

واستخدمت ميليشيا الحوثي كل السبل والوسائل لإخضاع القبائل في مناطق سيطرتها وتوظيف قوتها وسلاحها للقتال معها، بينما ما زالت تستخدم مع القبيلة الأساليب ذاتها التي كان يستخدمها نظام بيت حميد الدين الكهنوتي، بما في ذلك الرهائن والخطف، ومصادرة الأملاك، وشراء الولاءات وتقديم الإغراءات، كما أن سياسة فرق تسد واحدة من أهم السياسات التي تستخدمها لإخضاع القبائل.

المشايخ في دائرة الاستهداف

وعملت ميليشيات الحوثي على تفتيت النسيج الوطني والاجتماعي، ووضعت تغيير المشايخ والانقلاب عليهم ضمن أولوياتها، خصوصاً في مناطق الطوق المحيطة بصنعاء، وأنشأت ما يسمى مجلس التلاحم القبلي.

وذكرت تقارير محلية، أن مليشيات الحوثي أقدمت خلال عام 2019، على تصفية واختطاف وتدمير منازل أكثر من 22 من شيوخ القبائل، إضافة إلى اختطاف 5 مشايخ، وتفجير 3 منازل، ومداهمة منزلين.

كما شهد العام الماضي ارتكاب عدد من جرائم التصفيات والمداهمات والاقتحامات والاعتداءات والاستهدافات الحوثية، بحق العشرات من شيوخ القبائل ومرافقيهم.

وبينت المصادر أن عدد المقاتلين من أبناء القبائل تراجع في الأشهر الأخيرة من عام 2020م بشكل أكبر بعد معرفة من تبقى من أبناء القبائل أن مشروع الحوثي ليس في صالحهم، وهو ما دفع بالحوثيين لإقرار الخمس ودمج المهمشين بدلاً من أبناء القبائل.

وأكدت المصادر أن قيادات حوثية تريد كسر كبرياء أبناء القبائل اليمنية أيضاً، بسبب تفاخرهم بأصولهم الحميرية والسبئية من خلال قهرهم وإقصائهم لصالح المهمشين والذين لا يسعون للوصول للسلطة ولن ينازعوا السلاليين على السلطة والتي يدعون أنها حق وركن من أركان الإسلام.

وتصف المليشيا الحوثية أبناء القبائل والذين يشكلون أكثر من 90% من إجمالي السكان بالخونة وقتلة الإمام علي بن أبي طالب، والقيام بالثورات ضد السلاليين خلال ثورة 1948م و1962م وتتهمهم أيضا بالقتال بجانب قوات الشرعية ضد المليشيا وهو ما جعل المليشيا تبدأ بإفقارهم وتجويعهم من أجل قهرهم وإخضاعهم.

أضف تعليق