حدث في مثل هذا اليوم من العام 1994م… فخامة الرئيس “علي عبدالله صالح” رئيس مجلس الرئاسة يبعث برقية عزاء لأسرة “السلال” في وفاة فقيد الوطن الكبير المشير “عبدالله السلال” – {نـــص البــرقيـــة}

صنعاء – عفاش نيوز – رصد :
تاريخ الحدث /السبت, 5 مارس – آذار 1994م :

بعث فخامة الأخ الرئيس “علي عبدالله صالح” رئيس مجلس الرئاسة برقية عزاء ومواساة إلى جميع أفراد أسرة “آل السلال” في وفاة فقيد الوطن الكبير، المشير “عبدالله السلال”، جاء فيها :

الأخ/ العقيد “علي عبدالله السلال”… وكافة أبناء وأسرة فقيد اليمن الغالي.. المناضل الكبير/ المشير “عبدالله السلال”، المحترمون…

ببالغ الحزن والأسى اعبر لكم ومن خلالكم إلى جماهير شعبنا اليمني عن خالص التعازي وأحر المواساة في رحيل فقيد الوطن المناضل الكبير الوالد المشير “عبدالله السلال” الذي يمثل رحيله خسارة كبرى للوطن حيث نفتقده اليوم في وقت نحن أشد ما نكون حاجة إلى عطائه السخي وإسهاماته البارزة وخبرته وحنكته التي لم يبخل بها في أي وقت من الأوقات على وطنه وشعبه.. بل كان هو الرمـز الوطني الكبير سباقاً ورائداً للانتصار لإرادة شعبه في الحرية والاست‏قلال والتقدم وكان في طليعة تلك الكوكبة من المناضلين الأفذاذ والرواد من رجال الحركة الوطنية قادة مسيرة النضال الوطني الذين كرسوا كل حياتهم في حرب النضال من أجل أن يتحرر شعبنا من نير الطغيان الأمامي والتسلط الاستعماري وأن ينطلق الوطن اليمني في رحاب عهد جديد تظلله رايات الحرية والعدالة والديمقراطية والوحدة والتقدم.

لقد فقدنا وفقد الوطن برحيل المناضل الكبير الوالد المشير “عبدالله السلال” واحداً من أبرز الرجال الأفذاذ الذين سجلوا في سفر النضال الوطني عطاءً متميزاً وتضحيات ومآثر خالدة ستبقى محفورة في وجدان وذاكرة الأجيال اليمنية المتعاقبة وستظل ملهمآ وزاداً لها لتواصل عطاءها على نفس المبادئ العظيمة التي أمن بهـا الفقيد الراحل وعلى نفس الدرب الذي اختطه لنفسه انتصاراً لإرادة الشعب وتطلعاته نحو الحياة الأفضل.

إن التاريخ سيسجل لهذا الفارس الشجاع والقائد الحكيم والمناضل الفذ تلك المواقف البطولية النادرة التي تميز بها وهو يقود مسيرة الثورة والجمهورية في أحلك اللحظات العصيبة التي تكالب فيها الأعداء لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.. ووأد حلم الشعب في الإعتاق والتحرر وإجهاض أمانيه في الانطلاق نحو حياة جديدة لا عبودية فيهـا ولا طغيان.. وبفضل ما تميز به المناضل الكبير من روح نضالية وصبر ودأب وحكمة وحنكة وبفضل تلك الإرادة الفولاذية الجبارة التي امتلكها شعبنا والتف بها حول قيادته الثورية المناضلة ومنح من خلالهـا، ملحمة بطولية نادرة تحقق في ظلهـا الانتصار العظيم للثورة والجمهـورية التي علت راياتهـا، خفاقة في سماء الوطن متحدية كل الصعاب وقاهرة كل الأعاصير.. مبشرة بعهد جديد من النضال والعطاء على درب ترجمة الأهداف الثورية النبيلة حتى تحقق لشعبنا ما أراد متوجاً انتصاره ببزوغ فجر الثاني والعشرين من مايو 1990م واستعادة الوطن اليمني لوحدته الغالية في ذلك اليوم المجيد.

إن جماهير شعبنا اليمني وهي تودع اليوم فارسآ شجاعآ من فرسان الوطن والثورة و قائداً وفياً اخلص لهـا بنكران ذات وسمو روح ستظل تذكر بمزيد من العرفان والوفاء تلك المآثر الخالدة التي خلقهـا هذا المناضل الصلب الذي حمل الوطن في جنبات قلبه الكبير انتماءً عميقاً لا حدود له وحباً وإخلاصاً ووفاء وعاش همومه وقضاياه تفاعلأ وعملأ صادقاً دؤوباً من أجل خدمته ونهضته وتقدمه وان ما يخفف من وطأت الاحزان بهـذا المصاب الجلل إن العطاء السخي لفقيدنا الغالي وتضحياته ونضاله تتجلى إلى يوم ثمارها زاهية رائعة في كل ما شهده الوطن من تحولات ومنجزات عظيمة ونهـضة شاملة تظلل كل ربوعه وتدلل بأن تضحيات الفقيد الغالي ونضاله وعطاءه المتواصل لم تذهب سدي بل هي اليوم شواهد حية على حجم العطاء ونبل المقاصد وروعة الإنجاز.

وإننا إذ نشعر بالخسارة الكبيرة الفادحة والشخصية لفقدانه في هذه الظروف الصعبة التي يمر بهـا وطننا وهو يخوض معركة الانتصار لوجوده وترسيخ وحدته ونهجه الديمقراطي فإننا سنظل نستلهم من روحه النبيلة وصفاته الجليلة وسمو أخلاقه الرفيعة ومن حكمته ورجاحة عقله الزاد لمواصلة المسير على نفس المبادئ التي انتصر لهـا الراحل العظيم وكرس كل حياته من أجل ترجمتهـا في واقع الوطن إنجازات نابضة بالحياة والتدفق والإبداع من أجل يمن جديد ودولة يمنية عصرية ونهضة شاملة يعيش في ظلها الشعب هانئاً مطمئناً بعيداً عن الأزمات والمنغصات.

مرة أخرى أكرر التعازي لكم ولكل جماهير شعـبنا اليمني سائلأ الله أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته إلى جوار الصديقين والشهداء..

وانا لله وإنا إليه راجعون..

أضف تعليق